alsarrad

مدونة 'السَرَّاد' الأدبية لنشر قصص قصيرة وروايات عربية أصلية. انغمس في عوالم من الخيال، وتابع إبداعات 'السَرَّاد' المتجددة.

جديد المدونة

Post Top Ad

Your Ad Spot

الأحد، 26 أكتوبر 2025

أيّها الحُبُّ الضائع…

 أيّها الحُبُّ الغائب... نثر فى ثوب شعر



أيّها الحُبُّ الغائب...
يا نجمًا توارى في سماء روحي، قبل أن يكتمل ضياؤه،

يا لحنًا صمتَ وترُهُ فجأة، وكاد أن يكون أجمل أغنياتي،

أين أنت الآن؟

أقف هنا، أُغمض عيني، لا أتنفسُ الشوق، بل أتنفسُ غيابك، ويعتصرني صمتٌ شفيف يملأ المكان.

هل ما زلتَ تذكرني؟

أم أنني غدوتُ مجرد طيفٍ خفيف، يُراقصُ ذاكرتك حين يغفو العالم،

في عتمة أحلامٍ لم تكتمل؟

أتساءلُ... هل كان لوجودي دفءٌ حقيقي في عالمك؟

أم كنتُ سحابةَ صيفٍ، جميلةً... وعابرة؟

في قلبي ميلٌ حانٍ إليك، مزيجٌ من حلاوة الذكرى ومرارة الغياب،

كمن يرتشفُ قهوةً داكنة في فنجانٍ زيّنت أطرافَهُ قطراتُ عسل.

تلوح لي الذاكرة بوجهكَ، بابتسامتكَ، كأنك لم تغادر أبدًا،

لكنني في داخلي أهمسُ متسائلًا:

هل كان حُبُّنا سوى حلمٍ جميلٍ، أيقظتنا منه الحقيقةُ قبل الأوان؟

أم أن القدر، بحكمته الغامضة، كان ينسجُ لنا خيوطًا من نورٍ وفراق؟

أكان مقدرًا لنا أن نلتقي... لنضيء... ثم نفترق؟

يا له من قدرٍ غامضٍ، يجمعُ بين روحين في ومضةِ عين،

ثم يُباعد بينهما كأنما يُعلّمنا كيف نحبُّ الأثر،

يهدينا الحبّ كزهرةٍ نادرة، ثم يختبرُ قدرتَنا على العيش بعطرِها بعد أن تذوي،

نبتسمُ وفي القلب غصّة، ونمضي كأننا نحملُ سرًا دفينًا لا يُباح.

هل هو درسٌ من القدر لم نفقهْهُ بعد، أم هو... نحن؟

أحنُّ إلى همسةٍ لا أظنها تأتي،

أُبحرُ في زمنٍ مضى، أمدُّ يدي، فألمسُ فراغًا دافئًا كان يومًا.. أنت.

صوتي الداخلي يذوب في محيط الاشتياق...

أكادُ أسمع ضحكتك تتردد في أصداء الأيام،

وأستنشقُ عبيرَكَ كلما مرّت بي نسمةُ حنين،

لكن الكلماتِ ترتجفُ على شفتي،

هل أقول ماذا؟ وهل يليقُ بالقلبِ أن يتحدث حين يكون الصمتُ أبلغ؟

الصمت وحده... أصدقُ ما يُقال حين يلتقي الشوقُ بالغياب.

أعترفُ في أعماقي أنني ما زلتُ أحبّك،

حبّ كشجرةٍ عتيقةٍ نامت أغصانُها في الشتاء، لكن جذورها متشبثةٌ بعمقِ القلب،

حبّ... ملاذُهُ زوايا الذاكرة،

أجدُ نفسي دائمًا أعودُ إلى محرابِ الحنينِ ذاك،

في داخلي صدى جراحٍ هادئة، لكنها لا تنام.

أيّها الحُبُّ الغائب... هل سترجعُ يومًا؟

أم أنك ستبقى ترنيمةً خالدة، أهمسُ بها لقلبي كلما اشتدّ الظلام؟

أسئلةٌ تُضجُّ كنسيمِ ليلٍ هادئٍ في قلبٍ مُتعب،

ووَحشةٌ رقيقة، وهواجس! ترتجف روحي من صقيع الانتظار.

ربما نحنُ فصلٌ في قصةٍ أعظم،

لا ندركُ مغزاها بعد،

أو نحنُ روحانِ في ملحمةٍ قُدِّرَ لهما أن يَعْبُرا الدربَ ذاتَه، ثم يمضي كلٌّ في طريقه،

لكنني، في هذه اللحظة الصامتة،

أظلُّ أترقب...

لا لأحلمَ بيوم نلتقي فيه لنُعيدَ الماضي،

بل لعلّنا نلتقي يومًا في منعطفِ ذكرى... لنسامح، ونطلقَ أرواحَنا من هذا الأسرِ الجميل.

وأنا هنا... أتنهد، أحتضنُ الذكرى، وأتركُ شمعةَ الأملِ خافتةً،

لا أنتظرُ عاصفةَ اللقاء، بل أنتظرُ سكينةَ الفهم،

حتى تشرقَ الروحُ من جديد... بسلام.


© جميع الحقوق محفوظة – مدونة [alsarrad]، 2025. يُسمح بالاقتباس القصير مع ذكر المصدر والرابط المباشر إلى المصدر الأصلي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Post Top Ad

Your Ad Spot